دور الأربعین الحسینی فی حوار العالمی المهدوی
15 آگوست 2024
السَّلَامُ عَلَى الْمَهْدِيِ الَّذِي وَعَدَ اللَّهُ تَعَالَى الْأُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ وَ يَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ وَ يَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ أَنْ يُمَكِّنَ لَهُ وَ بِهِ وَ يُنْجِزَ وَعْدَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَسْتَخْلِفُهُمْ فِيهَا حَتَّى يَعْبُدُوهُ بَعْدَ الْخَوْفِ آمِنِينَ وَ بَعْدَ الرَّجَاءِ مُتَيَقِّنِينَ لَا يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئا[1]
مقدّمة
الانتظار المثبت؛ هو فکرة خطیرة قیمة ،نجد أثره علی تحقق جمیع العقائد الصحیحة و الایدئولوجیة للمسلم و غیر المسلم من الموحدین فی سلوکه الفردیة و إنه سیثمر للانسان فی حیاته المادیه و المعنویة ثمرات حلوة و مستمرة.
الانتظار؛یوجد فی المنتظر امل هدم المستکبرین و الحاکمیة الظالمة و ایضا هدم المنافقین هم الذین یساعدون الاستکبار و جبهة الکفر بفکرتهم و قدراتهم هنا و هناک ،و هم آملون الهزیمه و الفشل للموحدین و القوی الصالحه و انتظاماتهم،و قال الله عز وجل: وَ لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرينَ عَلَى الْمُؤْمِنينَ سَبيلا[2]؛
معنی الآیة الشریفة:أن الله عزوجل لایسمح و لن یسمح فی أیّ زمان و فی أی بلد أن یسلط الکفار و المشرکون علی المؤمنین و المسلمین أبدا.
الانتظار ؛یسوق صاحبه الی سبیل الهدایة و الرشاد و السعادة و الروعة.
الانتظار هو فکرة الهیة حیث یربط الانسان الی حیاة طیبة حینما یتصل الی المصلح العالمی و الموعود الحقیقی ،و هو صاحب العدالة و الصداقة و السماحة و الوعی الکامل علی جمیع الحیل و الخدع و المکاره , و التقنیة التی یتآمرون الشیاطین و الاستکبار العالمی سواء کان ثقافیا او اقتصادیا أو سیاسیا او عسکریا و هو الامام الحجة الثانی عشر عجل الله فرجه الشریف الذی یبشره الله بظهوره و بتشکیل الحکومة للصالحین العالمیه مع سلطته علی الجمیع حیث قال:
وَ نُريدُ أَنْ نَمُنَ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثين * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُون[3]
ولا شک أن الوصول الی آمال المذکوره المقدسة و تحصیلها لاتوجد الا أن یسلکوا و یقتدوا الناس و المسلمون خاصة بالأسوة الحریه و الشجاعه و الکرامه و الطهاره و هو الحسین بن علی بن ابی طالب سید الشهداء علیه السلام و اصحابه الکرام الذین جاهدوا و استشهدوا فی سبیل الله و یتمسکوا بحبل الله و الامام القائد من اهل البیت علیه السلام ،لتهدیم الحکم الظالم الغاشی الغاصب الموروث الاموی و علی رأسها الطاغوت یزید بن معاویه لعنه الله.
المسیرة الاربعینیه لیست الا الانزجار و التنفر و الابتعاد عن تطرف الاستکبار العالمی و الظالمین ضد المستضعفین و ایضا المسیرة هی :انتظام و انسجام القوی التعبة العامه من اقطار العالم من العشاق الحریة و الاشخاص الواعی المستضعفه هنا و هناک من المسلمین سنیا أو شیعیا و غیر المسلمین من المسیحیین و فرق أخری و غیرهم کما زرناهم و لاقیناهم فی مسیرة الاربعین فی السنوات الماضیة. و هنا اذکر خطوات للمسیره الاربعینیه حیث أنها تمهیدا و تحضیرا لخطاب المهدویةالعالمیة و انتظام القوی التعبئة الملتزمة.
ونبحث فی هذه المقالة تحت العناوین التالیة:
الف: المهدی المنتظر هو المجیب للآمال الفطری الإنسانی
أن خلقة الانسان تکون علی الفطرة الطاهره الزکیة و العقول النامیة حینما یولد یمشی علی الطریقه الصالحه و هی المحبة و الشفقه للآخرین و اقامه العدل فی المجتمع و الاحسان علی نفسه و غیره و من ثم اقامة العدل و الاحسان و البر و عظیمة العادل و المحسن و البار و الصداقه و الصادق امور ممدوحه و واجب عند العقلاء و الحکماء. و یعبرون عنها بالمحسنات العقلیة و هذه الامور مشترک فی الانسان عامة فی کرة الارض سواء کان اسودا أو ابیضا او احمرا و غیره. و المهدی المنتظر عجل الله فرجه الشریف له قیادة عقلیة فطریة عامه بحیث یجمع العقول العالمی والافکار الصحیحه الانسانی و و یأخذ الاقتراحات الاساسیة الثمینة المفیده للمجتمع الانسانی و یحققها و یجریها مع مشارکة الناس و هم یسقبلون دعواته فی کل الاقطار العالمیة و ربما یفدون و یؤثرون امواهم و انفسهم فی استقرار الأمن العالمی تحت اشراف حکم المهدی و اهدافه المقدسه.
کما جاء فی الحدیث عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ مَوْلًى لِبَنِي شَيْبَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ اللَّهُ يَدَهُ عَلَى رُءُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَ كَمَلَتْ بِهِ أَحْلَامُهُمْ.[4]
ای: أي زاد اللّه في دماغهم الامور القیمه الاکتسابیه فأكمل شعورهم و فكرهم بقدرته الواسعة و حینذاک یترتب اموره و یستغنی مجتمعه .
و ایضا نری دور العقل و العقلاء و قدرتهم فی اداره المجتمع فی حکومه المهدویه کما قال الصادق علیه السلام:
دِعَامَةُ الْإِنْسَانِ الْعَقْلُ وَ الْعَقْلُ مِنْهُ الْفِطْنَةُ وَ الْفَهْمُ وَ الْحِفْظُ وَ الْعِلْمُ وَ بِالْعَقْلِ يَكْمُلُ وَ هُوَ دَلِيلُهُ وَ مُبْصِرُهُ وَ مِفْتَاحُ أَمْرِهِ فَإِذَا كَانَ تَأْيِيدُ عَقْلِهِ مِنَ النُّورِ كَانَ عَالِماً حَافِظاً ذَاكِراً فَطِناً فَهِماً فَعَلِمَ بِذَلِكَ كَيْفَ وَ لِمَ وَ حَيْثُ وَ عَرَفَ مَنْ نَصَحَهُ وَ مَنْ غَشَّهُ فَإِذَا عَرَفَ ذَلِكَ عَرَفَ مَجْرَاهُ وَ مَوْصُولَهُ وَ مَفْصُولَهُ وَ أَخْلَصَ الْوَحْدَانِيَّةَ لِلَّهِ وَ الْإِقْرَارَ بِالطَّاعَةِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مُسْتَدْرِكاً لِمَا فَاتَ وَ وَارِداً عَلَى مَا هُوَ آتٍ يَعْرِفُ مَا هُوَ فِيهِ وَ لِأَيِّ شَيْءٍ هُوَ هَاهُنَا وَ مِنْ أَيْنَ يَأْتِيهِ وَ إِلَى مَا هُوَ صَائِرٌ وَ ذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ تَأْيِيدِ الْعَقْلِ.[5]
و السلوک المهدویه یعطی الوثوق و الهدوء للانسان فی کرة الارض علی ایه طائفه من الطوائف من العرب و العجم و ای عنصر من العناصر حیث أن ید المهدی عج ید القدرة و الشفقة و العطوفة و النعمه و الاحسان و الولایة و الصیانة علی کل الجهات من جانب الله عز و جل.
و فی روایة أخری عن الصادق علیه السلام: كَأَنِّي بِالْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَلَى ظَهْرِ النَّجَفِ، لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ..ثُمَّ يَنْشُرُ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،..وَ إِذَا نَشَرَهَا أَضَاءَ لَهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ، وَ وَضَعَ اللَّهُ يَدَهُ عَلَى رُءُوسِ الْعِبَادِ، فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبُرِ الْحَدِيدِ، وَ أُعْطِيَ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا.[6]
ب: الصلاح و الإصلاح العالمی فی ظلّ إحیاء الأربعین الحسینی و سیرته الثوریه
الامام الحسین علیه السلام خرج من المدینة المنورة مع الأسره و أصحابه الکرام سنة ستین الهجری و حینذاک قال علیه السلام خطابا لاخیه محمد بن حنفیه: يَا أَخِي وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ مَلْجَأٌ وَ لَا مَأْوًى لَمَا بَايَعْتُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ فَقَطَعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ الْكَلَامَ وَ بَكَى فَبَكَى الْحُسَيْنُ ع مَعَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا أَخِي جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً فَقَدْ نَصَحْتَ وَ أَشَرْتَ بِالصَّوَابِ وَ أَنَا عَازِمٌ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَى مَكَّةَ وَ قَدْ تَهَيَّأْتُ لِذَلِكَ أَنَا وَ إِخْوَتِي وَ بَنُو أَخِي وَ شِيعَتِي وَ أَمْرُهُمْ أَمْرِي وَ رَأْيُهُمْ رَأْيِي وَ أَمَّا أَنْتَ يَا أَخِي فَلَا عَلَيْكَ أَنْ تُقِيمَ بِالْمَدِينَةِ فَتَكُونَ لِي عَيْناً لَا تُخْفِي عَنِّي شَيْئاً مِنْ أُمُورِهِمْ.
ثُمَّ دَعَا الْحُسَيْنُ بِدَوَاةٍ وَ بَيَاضٍ وَ كَتَبَ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ لِأَخِيهِ مُحَمَّدٍ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَخِيهِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ الْحُسَيْنَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ حَقٌ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَ أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي ص أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَ أَبِيعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیه السلام.[7]
نکات هامة:وصیة مولانا سید الشهداء حسین بن علی علیه السلام تحتوی علی خمسة امور هامه:
1- اعلان تعیین الهدف من الخروج عن المدینة مع اهله و عیالاته الذین یشارکون معه و یبایعونه فی امر الجهاد و النهضة ضد الطاغوت الاموی.
2- بیان التکلیف الالهی لعمه محمد بن الحنفیه للثوره ضد الامویین حینما یبقی فی مدینه المنوره و هو أن یکون عینا له و علی الامویین لکی یطلع و یخبر الحسین علیه السلام عن خطوات الشیطانیه الامویة بواسطة عمالهم فی المدینه و وصی آخاه علی عدم خوفه علی أمر الحسین علیه السلام و نتیجة الثورة الحسینیة.
3- الاقرار بوحدانیة الله عز وجل و رسالة جده محمد بن عبد الله و تصدیق حقانیة الاسلام والاعتراف به وجود الجنة و النار و حشرهم یوم القیامه للمحاسبة و المعاقبة و الجزاء قبال اعمال الخیر و الشر.
4- اعلان المنویات العامه العالیة لقیاده الثورة لوصی رسول الله بعد امیر المؤمنین علی بن ابی طالب و الحسن بن علی علیهم السلام و نفسه کما صرح رسول الله صلی الله علیه و آله بوصایتهم نحو الصلاح و الاصلاح فی امة جده صلی الله علیه و آله و سلم حیث تحرف عنها و تغییر احکام الله حکام الامویین بل حاولوا هؤلاء الخبثاء لازالة الدین و تدمیر الاسلام بحیث لایبقی منه اسما و آثارا.
5- دفع الشبهة و الشبهات التی القاها الامویون و عمالهم ضد النبوة و الرسالة و الولایة الالهیة لأوصیاء رسول الله خاصة اهل البیت علیهم السلام الذین قال الله عز وجل: يُريدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُون *هُوَ الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.[8]
و ایضا عز من قال: وَ قَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَ أَقِمْنَ الصَّلاةَ وَ آتينَ الزَّكاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً .[9]
بالطبع انهم لایتبعون طلبات النفس و هواها و لم یتبع الشیاطین و الاشخاص المنحرفین عن طریق الحق من الظالمین و الاشقیاء و المستکبرین و المنافقین و من اجل ذلک قال: أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً ..
کلمة لمؤسّس الجمهوریة الإسلامیة السیّد روح الله الامام الخمینی (قدّس الله نفسه الزکیة)
جاء فی خطابات المؤسس الجمهوریة الاسلامیة السید روح الله الموسوی الخمینی هذه الکلمة القیمة: ثقافة عاشورا هی متخذة من زیارة الاربعین الشریفة التی ألقاها الامام الصادق علیه السلام و علّمه الآخرین لأهداف قیمة علی المدی الطویل،منها کما قال علیه السلام فی هذه الزیارة:
فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ الْجَهَالَةِ وَ الْعَمَى وَ الشَّكِّ وَ الِارْتِيَابِ إِلَى بَابِ الْهُدَى مِنَ الرَّدَى وَ أَنْتَ تَرَى وَ لَا تُرَى..
ثم قال رحمه الله:ان الحسین علیه السلام رفض رفضا أکیدا ما اقترح من المساومة من جانب المفکرین النافعین {و الناصحین الخائفین}فی ذاک الیوم حیث أنّ رسالة عاشورا هی قیام و جهاد تجاه الجهل و الظلم والظلمة فی کل أعصار و قرون،التی تسبب انتشار و تطور الرجس و القذارة ،و توجب اکتئاب النفوس و اذلال اشخاص الواعی و الطاهر و المقاوم.[10]
ج: کیفیة إقامة مسیرة الأربعین الحسینی لهدایة الکبری و التحضیر العالمی لقیام المهدی عج
المسیرة الاربعینیة من النجف الاشرف و مضجع المبارک لمولانا امیر المؤمنین علی بن ابی طالب علیه السلام الی کربلاء المقدس عملت بها سنوات عدیدة و مبدأها کان بعد استشهاد ابی عبد الله الحسین و اصحابه صلوات الله علیهم أجمعین بعد مضی اربعین یوما.
هذه الزیاره التی اسسها الصحابی الکبیر و المحدث الموثق جابر بن عبد الله الانصاری جاء من المدینة المنورة الی الکوفة ثم خرج مع التابعی الجلیل المفسر للقرآن الکریم عطیة بن سعد العوفی الکوفی لزیارة الحسین علیه السلام و اصحابه الشهداء رضوان الله تعالی علیهم اجمعین عام احدی وستین و هما زارا مضجع ثار الله و المستشهدین بین یدیه فی ذاک الاربعین بارض کربلاء ، و رافقهما عدد من موالی اهل البیت علیهم السلام و اهل البوادی من المنطقة[11]..و کما ان الامام زین العابدین علیه السلام و السیده زینب الکبری علیها السلام و عوائل الشهداء الکربلاء تمّ توصیلهم الی ارض کربلاء و بقوا هناک ثلاثة ایام للتعزیة و الحداد [12]قال الامام علی بن الحسین علیه السلام لجابر بن عبدالله الانصاری الخزرجی:
«يَا جَابِرُ! هَاهُنَا وَ اللَّهِ قتِلَت رِجَالَنَا، وَ ذُبِحَت أطفَالُنَا، وَ سُبِيَت نِسَائُنَا، وَ حُرِّقَت خِيَامُنَا..»[13]
فعلی هذا سارت هذه الحرکه و المناورة سنة حسنةکریمه لاظهار الانزجار و التنفر من الظالمین و الحکام الاموی و من عملهم الشنیع قتل سید شباب اهل الجنة و اصحابه و انصاره.
و نحن نجد من خلال زیارتهم المبارکة و زیارة المنصوصة لائمة اهل البیت من الامام زین العابدین و الامام الصادق علیهما السلام ذاک الوقت و استمرار هذه السیرة من خلال عمل التابعین من المتشرعة قی القرون المتتابعة من المراجع الدینیة و العلماء المجاهدین الامور التالیة حیث أن الالتزام بها سبب لهدایة الکبری العالمیة سواء شارک فیها مسلم شیعی او اهل السنة او من المسیحیة او غیرهم من الاحرار و من یطلب النجاة و الخلاص من الاغلال و قیود المستکبرین،و النکات الاساسیة فی هذه المناورة العظیمة هی:
الاولی: التفات الی اتحاد الموحدین فی العالم و الادیان السماویة و الامه الاسلامیة من اقطار عدیدة فی نداءاتهم و و الانتباه فی سلوکهم و افعالهم کشعار التوحید الالهی و توحید الصفوف و المحبة الی الآخرین کما نادی بهما النبی المکرم محمد بن عبد الله صلی الله علیه و آله فی المدینة المنورة و دعا اهل الکتاب دعوة جمیلة و قال:
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ.[14]
الثانیة: ان الشعب العراقی کلهم مضیف و صاحب هذه الدعوة و الحفلة الاربعینیة لضیوف الامام الحسین علیه السلام کما اقاموا و ضیفوا سنوات عدیدة هذه المناورة و لکن فی السنوات الاخیرة صارت المناورة کبیرة ضخمة جدّا و یجب أن الخیرین و المتمولین من بلاد أخری شارک مع هذا الشعب الکریم العظیم و ساعدهم فی هذا الامر.
الثالثة:ینبغی لکل المشارکین ان یری هذه المسیرة الالهیة و الجمع الغفیر الواحد من الاقطار العالم مع مذاهب مختلفة من نعم الله عز وجل و کانت کمشارکة المسلمین لاتیان الحج الواجب و الطواف حول الکعبةو.. و هذا یلزم الجمیع مراعات القوانین و الانتظامات التی تصدر من اللجنة المتشکة من الخبراء و المسئولین للمسیرة الهادفة فی ذاک المراحل خلال بدئها الی النهایة فی ایام المعلنة.
الرابعة: التعامل الودیة و الاخویة فی کل مجال من الازمنة و الامکنة بین آحاد من المشارکین و الموکبات المضیفة حتی یرجع المشارکون الی اوطانهم و بلادهم سالمین غانمین من برکات المعنویة و الروحیة من هذه الرحلة الالهیة و المناورة العظیمة.
الخامسة:ینبغی للمسئولین المسیرة الاربعینیة تهیأ المجال فی اماکن العامه و الخاصة للحوار لمن اراد أن یدرس و یفحص و یستجوب و یحقق بعض الامور الایدئولوجیة و الاخلاقیة و السیاسیة و غیرها فی الاسلام و النظام الحکم الاسلامی و و ربما اراد بعض المشارکین ازالة الشکوک و الشبهات لدیهم أو لد الآخرون فی هذا المجال القیم.
السادسة:المناورة الکبیرة و العظیمة فی مسیرة الاربعین التی یشارک فیها ملایین اشخاص رجالا و نساءا من بلاد مختلفة و بعیدة،فرصة قیمة استثنائیة و وعاء ذهبیه. فهذا سبب تهدیدات و التفجیرات و الارعاب باشکال مختلفة من قبل الاستکبار العالمی خصوصا أمریکا الشیطان الاکبر و اذنابه کما حدثت فی السنوات الماضیة.فیجب لنا الحفاظه و الحراسه علی الجمیع الطرق و الاماکن التی تنتهی الی أماکن المناورة و الوقایة عن خدع العدو الامریکی و الصهیونی.
بالطبع؛اذا قامت موکبات الاربعین الحسینی بهذه الانتظام مع مشارکة الملایین نفوسا تنتهی الی وحدة الامّه و الملّه تجاه المستکبرین و الحکام العمیل و یلقی الخوف و الرعب فی قلوبهم و هذه الارضیه توجب ظهور المهدی المنتظر الحجة الثانی عشر الذی وعد الله به الامم و یجمع به الکلم الذی قال الله عز وجل:
وَ نُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثين.[15]
د:المحاور المشترک فی مسیرة زیارة الأربعین و قیام المهدی -عجل الله فرجه الشریف-
1.المعرفة و اظهار المحبة الشدید و العلاقة القلبیة للامام الطاهر المفدی، مقطع الاعضاء ،مقطوع الرأس من القفا و اصحابه الکرام المستشهدین بین یدیه کما هو الاساس فی هذه المناوره الکبری.و من ثم ورد فی زیارة الاربعین المنقولة عن جعفر بن محمد الصادق علیه السلام : ..اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا قَبْرُ ابْنِ حَبِيبِكَ وَ صِفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنَّهُ الْفَائِزُ بِكَرَامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بِكِتَابِكَ وَ خَصَصْتَهُ وَ ائْتَمَنْتَهُ عَلَى وَحْيِكَ وَ أَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ وَ جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَصْفِيَاءِ فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ الْجَهَالَةِ وَ الْعَمَى وَ الشَّكِّ وَ الِارْتِيَابِ إِلَى بَابِ الْهُدَى مِنَ الرَّدَى.[16]
و ایضا راینا و سمعنا فی مسیرة الاربعین فی سنوات ماضیة هذا الهتاف المبارک و الشعار الجمیل للوحدة المشارکین و المشارکات و اجتذابهم :«حبّ الحسین علیه السلام یجمعنا»
و قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : «أَحَبَ اللَّهَ مَنْ أَحَبَ حُسَيْنا».[17]
و نری اظهار المحبه و العلاقة الشدید و تاسف کثیر علی عدم حضور مولانا صاحب الزمان عج یوم عاشورا فی زیارة الناحیة المقدسة حیث یقول: فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً، وَ لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً، حَسْرَةً عَلَيْكَ وَ تَأَسُّفاً عَلَى مَا دَهَاكَ وَ تَلَهُّفاً، حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصَابِ وَ غُصَّةِ الِاكْتِيَاب[18]..
2. ممارسة اظهار المحبة و المعرفة و العمل بالتکالیف الاخلاقی و الاجتماعی تجاه امامهم الحیّ و هو الحجة بن الحسن المهدی -عجل الله فرجه الشریف- عند ما یخرج و یظهر فی جنب الکعبة و یعلن ظهوره و مجیئه لاحیاء دین الله عز و جل و خلاص المستضعفین من الظلم و الظلمة فی کرة الارض کما ذکر فی أحادیث الفریقین:
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: حَدَّثَنِي جَبْرَئِيلُ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ عَلِمَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدِي وَ نَبِيِّي وَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَلِيفَتِي وَ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِي أَدْخَلْتَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي وَ نَجَّيْتُهُ مِنَ النَّارِ بِعَفْوِي ..فَقَامَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنِ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ فِي زَمَانِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ سَتُدْرِكُهُ يَا جَابِرُ فَإِذَا أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ثُمَّ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الْكَاظِمُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ثُمَّ التَّقِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ النَّقِيُّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الزَّكِيُّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ ابْنُهُ الْقَائِمُ مَهْدِيُّ أُمَّتِي الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً ، هَؤُلَاءِ يَا جَابِرُ خُلَفَائِي وَ أَوْصِيَائِي وَ أَوْلَادِي وَ عِتْرَتِي مَنْ أَطَاعَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَ مَنْ عَصَاهُمْ فَقَدْ عَصَانِي وَ مَنْ أَنْكَرَهُمْ أَوْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ أَنْكَرَنِي بِهِمْ يُمْسِكُ اللَّهُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ الْأَرْضَ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا.[19]
فلا خلاف بين المسلمين في ظهور المهديّ الّذي يملأ الأرض عدلا ….. و إنّما الخلاف وقع بينهم في أنّه ولد أو سيولد. فالشّيعة الإماميّة قائلون بولادته، و بوجوده و حياته، و غيبته، و أنّه سيظهر بإذن اللّه تعالى، و أنّه الإمام الثّاني عشر، و هو ابن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، و رواياتهم في ذلك تجاوز حدّ التّواتر، معتبرة في غاية الاعتبار، مؤيّدة بعضها ببعض، و كثير منها من الصّحاح، بل مقطوع الصّدور.
ثم قال:ان الشوکانی {المتوفی فی سنة1250ه.ق} اضاف روايات أخرجها أكابر المحدّثين منهم(اهل السنة) في كتبهم و صحاحهم، و مسانيدهم كأحمد، و أبي داود، و ابن ماجة، و التّرمذيّ، و مسلم، و البخاريّ، و النّسائيّ، و البيهقيّ، و الماورديّ، و الطّبرانيّ، و السّمعانيّ، و الرّويانيّ، و العبدريّ، و ابن عساكر، و الدّارقطنيّ، و أبي عمرو الدّانيّ، و ابن حبّان، و البغويّ، و ابن الأثير، و ابن الدّيبع، و الحاكم النّيشابوريّ، و السّهيليّ، و ابن عبد البرّ، و الشّبلنجيّ. و الصبّان، و الشّيخ منصور عليّ ناصف، و غيرهم ممّن يطول الكلام بذكر أسمائهم.[20]
3.و ینبغی التحضیر و تحصیل القدرة و القوة فی ابعاد مختلفة لاستیفاء حوائج الناس و متطلباتهم و تنفیذ أوامر القائد فی دولة القائم و امتلاک مجرد الطاعه لأوامر صاحبهم هو بقیت الله الاعظم ،و موعود الانبیاء و الاوصیاء وهو العدل المنتظر و المنتقم من الظالمین و الغاصبین.
قال امیر المؤمنین علیه السلام: وَ هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَبْيَضُ اللَّوْنِ مُشْرَبٌ بِالْحُمْرَةِ مُبْدَحُ الْبَطْنِ عَرِيضُ الْفَخِذَيْنِ عَظِيمٌ مُشَاشُ الْمَنْكِبَيْنِ بِظَهْرِهِ شَامَتَانِ شَامَةٌ عَلَى لَوْنِ جِلْدِهِ[21] وَ شَامَةٌ عَلَى شِبْهِ شَامَةِ النَّبِيِّ صلی الله علیه و آله و سلم لَهُ اسْمَانِ اسْمٌ يَخْفَى وَ اسْمٌ يَعْلُنُ فَأَمَّا الَّذِي يَخْفَى فَأَحْمَدُ وَ أَمَّا الَّذِي يَعْلُنُ فَمُحَمَّدٌ إِذَا هَزَّ رَايَتَهُ أَضَاءَ لَهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُءُوسِ الْعِبَادِ فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَ لَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ [فِي قَلْبِهِ] وَ هُوَ فِي قَبْرِهِ وَ هُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ وَ يَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ صلوات اللَّه عليه[22].
کما قال الصادق علیه السلام: إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَشَدُّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ إِنَّ الْحَدِيدَ إِذَا دَخَلَ النَّارَ لَانَ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَوْ قُتِلَ وَ نُشِرَ ثُمَّ قُتِلَ وَ نُشِرَ لَمْ يَتَغَيَّرْ قَلْبُهُ.[23]
4.معرفة الامام و الولی المعصوم فی کل الازمنة و الاعلان التضامن و الفداء معه لکل شئء کما نری فی اصحاب الحسین و هم فدوا و بذلوا ما بایدیهم من الاموال و الانفس .حینما سألت السیده زینب الکبری علیها سلام عن الحسین علیه السلام عن کیفیة حال المعنویة و اخلاص العمل فی اصحابهم لیلة عاشورا، و قالت:هَل استَعمَلتَ مِن أَصحَابِکَ نِیَّاتِهِم فَإنِّیِ أَخشَی أَن یُسَلِّمُوکَ عَندَ الوَثبَةِ؟! فأجاب الحسین علیه السلام:وَ اللّهِ لَقَد بَلَوتُهُم فَمَا وَجَدتُ فِیهِم إلَّا الأشوَسَ الأَقعَسَ یَستَأنِسُونَ بِالمَنِیَّةِ دُونَ اِستِینَاسِ الطِفلِ إلَی مَحَالِبِ أُمِّهِ.[24]
و هکذا نقرء فی زیارة الاربعین فی یوم الاربعین بعد استشهاد الحسین علیه السلام و المستشهدین بین یدیه فی یوم عاشورا: السَّلَامُ عَلَى وَلِيِ اللَّهِ وَ حَبِيبِهِ السَّلَامُ عَلَى خَلِيلِ اللَّهِ وَ نَجِيبِهِ السَّلَامُ عَلَى صَفِيِّ اللَّهِ وَ ابْنِ صَفِيِّهِ السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ السَّلَامُ عَلَى أَسِيرِ الْكُرُبَاتِ وَ قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَ ابْنُ وَلِيِّكَ وَ صَفِيُّكَ وَ ابْنُ صَفِيِّكَ الْفَائِزُ بِكَرَامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ وَ حَبَوْتَهُ بِالسَّعَادَةِ وَ اجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الْوِلَادَةِ وَ جَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَ قَائِداً مِنَ الْقَادَةِ وَ ذَائِداً مِنَ الذَّادَة.[25]
کلمة لزعیم الثورة الإسلامیة السید علی خامنه ای حفظه الله فی اهمیة زیارة الأربعین:
زیارة الاربعین هی الغلیان الاول بعد واقعة عاشورا بدایة و بدایة،حیث أن من ممیزات الاختناق الحاکم علی الشعب هی إظهار الحقایق المُرّة المستترة فی افعال و امورهم حینما یوجد المجال و العثور علی الشجاعة..کثیر من الناس فی ذاک الیوم عرفوا و اکتسبوا من الخطابات للعقیلة السیده زینب الکبری سلام الله علیها أو من کلمات الامام زین العابدین علیه الصلاة و السلام أو من وضعیة جلب الاسراء آل محمد صلوات الله علیهم اجمعین ،کثیرا من الجرائم المخفیة من عیونهم التی ارتکبتها الامویون و لکن لایستطیع اظهارها و تبیینها للآخرین امام الدولیة الظالمة و المستبدة و المختنقة فکأنما غصة فی حلق المؤمنین ،و هذه الغصة خرجت و نشرت یوم الاربعین،فهذا اول غلیان حدثت فی الاربعین بعد عاشورا. (التاریخ 28/11/1387هـ.ش)
توجيهات بخصوص زيارة الأربعين لسماحة المرجع الديني الأعلى السيد علی السيستاني (دام ظلّه الوارف)
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ..
وبعد فإنه ينبغي أن يلتفت المؤمنون الذين وفقهم الله لهذه الزيارة الشريفة انّ الله سبحانه وتعالى جعل من عباده أنبياء واوصياء ليكونوا أسوة وقدوة للناس وحجّة عليهم فيهتدوا بتعاليمهم ويقتدوا بأفعالهم. وقد رغّب الله تعالى إلى زيارة مشاهدهم تخليداً لذكرهم واعلاء لشانهم وليكون ذلك تذكرة للناس بالله تعالى وتعاليمه وأحكامه ، حيث إنهم كانوا المثل الأعلى في طاعته سبحانه والجهاد في سبيله والتضحية لأجل دينه القويم.
وعليه فإنّ من مقتضيات هذه الزيارة : ـــ مضافاً إلى إستذكار تضحيات الإمام الحسين ( ع ) في سبيل الله تعالى ـــ هو الإهتمام بمراعاة تعاليم الدين الحنيف من الصلاة والحجاب والإصلاح والعفو والحلم والادب وحرمات الطريق وسائر المعاني الفاضلة لتكون هذه الزيارة بفضل الله تعالى خطوة في سبيل تربية النفس على هذه المعاني تستمر آثارها حتى الزيارات اللاحقة وما بعدها فيكون الحضور فيها بمثابة الحضور في مجالس التعليم والتربية على الإمام علیه السلام إننا وإن لم ندرك محضر الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) لنتعلم منهم ونتربى على أيديهم الإّ أنّ الله تعالى حفظ لنا تعاليمهم ومواقفهم ورغّبنا إلى زيارة مشاهدهم ليكونوا أمثالاً شاخصة لنا واختبر بذلك مدى صدقنا فيما نرجوه من الحضور معهم والإستجابة لتعاليمهم ومواعظهم ، كما اختبر الذين عاشوا معهم وحضروا عندهم ،فلنحذر عن أن يكون رجاؤنا أمنية غير صادقة في حقيقتها ، ولنعلم أننا إذا كنّا كما أرادوه ( صلوات الله عليهم ) يرجى أن نحشر مع الذين شهدوا معهم، فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال في حرب الجمل : أنه ( قد حضرنا قوم لم يزالوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء ) . فمن صدق في رجائه منا لم يصعب عليه العمل بتعاليمهم والإقتداء بهم ، فتزكّى بتزكيتهم وتأدب بآدابهم.[26]
هـ:قصیدة للأدیب و الشاعر المعروف السید رضا الهندیّ -رحمه الله-
و فی نهایة المقال لتیمن و لطافة البحث اذکر القصیدة التی انشدها السید رضا الهندیّ[27]-رحمه الله-حول الانتظار و عشاق المهدی -عجل الله فرجه الشریف-و شهادة ابی عبد الله الحسین و اصحابه المفدی علیهم صلوات الله و برکاته.
أيّــانَ تُـنـجِزُ يــا دهـرُ مـا تَـعِدُ
قــد عـشَّرَت فـيك آمـالي ولا تَـلِدُ!
طـال الـزمانُ.. وعـندي بـعدُ أُمـنيةٌ
يُـؤتى عـليها.. ولا يـأتي بـها الأمَـدُ
يـا صـاحبَ الـعصرِ أدرِكْـنا فليس لنا
وِرْدٌ هـنـيٌّ ولا عـيـشٌ لـنـا رَغَـدُ
طـالت عـلينا لـيالي الإنـتظارِ، فـهل
يـا آبـنَ الـزكيِّ لِـلَيلِ الإنتظارِ غَدُ ؟!
فـاكْـحُلْ بـطـلعتِك الـغَرّا لـنا مُـقَلاً
يـكاد يـأتي عـلى إنـسانِها الـرَّمَدُ[28]
هـا نـحن مَـرمىً لِنَيلِ النائبات.. وهل
يُغني اصطبارٌ وهى مِن درعِهِ الجَلَدُ؟!
كـم ذا يُـؤلَّف شَملُ الظالمين لكم
وشـملُكم بِـيدَي أعدائِكم بَدَدُ! [29]
فـانهَضْ فَدَتكَ بقايا أنفُسٍ ظَفَرت
بـها الـنوائبُ لـمّا خـانها الجَلَدُ
هَـبْ أنّ جُندَك معدودٌ.. فجَدُّك قد
لاقـى بسبعينَ جيشاً ما له عَدَدُ[30]
غـداةَ جـاهَدَ مِـن أعـدائِهِ نَفَراً
جَـدُّوا بـإطفاءِ نورِ اللهِ وآجتَهَدوا
وعـصبة جَحَدوا حقَّ الحسينِ كما
مِن قبلُ حقَّ أبيهِ المرتضى جَحَدوا
وعـاهدوه.. وخانوا عهدَه، وعلى
غـيرِ الـخيانة للميثاقِ ما عُهِدوا
سَـمَّوا نـفوسَهمُ بـالمسلمينَ وهُم
لم يعبدوا اللهَ.. بل أهواءهم عَبَدوا!
تـجَّمعَت عِـدّةٌ مـنهم يَضيقُ بها
صـدرُ الـفضا ولـها أمثالُها مَدَدُ
وعــاد ريـحانةُ الـمختارِ مُـنفرِداً
بـين الـعِدا مـا لـه حامٍ ولا عَضُدُ
وِتْـرٌ بـه أدرَكَـت أوتـارَ ما فعَلَت
« بدرٌ ».. ولم تَكْفِهم ثأراً لها « أُحُدُ»
يَـكِـرُّ فـيهم بِـماضِيهِ.. فـيَهزِمُهم
وهُـم ثـلاثون ألـفاً وهو مُنفرِدُ! [31]
لـو شـئتَ يـا علّةَ التكوينِ مَحْوَهُمُ
ما كان يَثبُتُ مِنهم في الوغى أحَدُ[32]
لـكنْ صـبرتَ لأمـرِ اللهِ مُـحتسِباً
إيّـاهُ.. والـعيشُ ما بين العِدا نَكَدُ[33]
فـكنت فـي موقفٍ منهم بحيثُ على
رَحـيبِ صـدرك وُفّـادُ القَنا تَفِدُ[34]
[1] . بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج98، ص265، حدیث42.
[2] .نساء،آیه141.
[3] .قصص،آیات 5-6.
[4] . الكافي (ط – الإسلامية)، ج1، ص25، حدیث21 ؛ مرآة العقول ج1،ص80،حدیث21.
[5] . الكافي (ط – الإسلامية)، ج1، ص25، حدیث23 ؛ مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج1، ص81 [الحديث 23] ؛ روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط – القديمة)، ج12، ص243.
[6] . دلائل الإمامة (ط – الحديثة)، ص457، حدیث41.
[7] . بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج44، ص329 ؛ رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، ج1، ص206(سبب تخلف محمد ابن الحنفية عن أخيه الحسين عليه السلام) ؛ مکاتیب الائمة علیهم السلام ،ج3، ص113.
[8] .صف،آیة8-9.
[9] .احزاب،آیة33.
[10] . صحیفه امام الخمینی ؛ ج ۹، ص ۴۵۵.
[11] .سید بن طاوس،اللهوف علی قتلی الطفوف،ص196؛ابن نمای حلی، مثیر الاحزان،ص107؛قندوزی حنفی،ینابیع المودة،ج3،ص92.
[12] . مقرم، سید ،عبد الرزاق موسوی ،مقتل الحسین علیه السلام أو حدیث کربلاء،ص467.
[13] .ابن نمای حلی،مثیر الاحزان،ص360؛ زمانی ،احمد(رجبعلی)زینب کبری علیها السلام ،سکاندار کشتی عاشورا،صص242-243.
[14] .آل عمران،آیه 64.
[15] .قصص،آیه5.
[16] . كامل الزيارات، النص، ص 228،حدیث17.
[17] .ابن بطریق،یحیی بن حسن،عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، ص 406،حدیث839(هذه الروایة منقول من السنة و الشیعة، و فی کلماتها و مضمونها متفق : «قال رسول الله صلی الله علیه و آله:حُسَيْنٌ مِنِّي وَ أَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَ اللَّهَ مَنْ أَحَبَ حُسَيْناً حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاط».شیخ مفید،الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج2، ص127؛سنن ابن ماجة، ج1، ص51، الأدب المفرد للبخاري، ج1، ص455/الرقم 364 ؛مسند أحمدحنبل،ج4، ص 172 ؛ مستدرك الحاكم ،ج3، ص177؛اسد الغابة فی معرفة الصحابة،ج 2، ص20؛الذهبی، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص283.
[18] . المزار الكبير (لابن المشهدي)، ص501، حدیث9(َ مِمَّا خَرَجَ مِنَ النَّاحِيَةِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى أَحَدِ الْأَبْوَاب)
[19] . كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط – القديمة)، ج2، ص511.
[20] . الغيبة للنعماني، النص، ص11؛ راجع في ذلك: غاية المأمول ج 5 ص 362 و 381 و 382- و الصواعق ص 99 ط المطبعة الميمنية بمصر- و حاشية الترمذي ص 46 ط دهلى س 1342- و اسعاف الراغبين ب 2 ص 140 ط مصر س 1312- و نور الابصار، ص 155، ط مصر س 1312 و الفتوحات الإسلامية، ج 2، ص200 ط 1323- و سبائك الذهب ص 78- و البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان ب 13- و مقاليد الكنوز المطبوع بذيل مسند أحمد، ج 5، ح 3571- و الإذاعة لما كان و ما يكون بين يدي الساعة- و الاشاعة لاشراط الساعة- و ابراز الوهم المكنون- و غيرها.
[21]. الشامة علامة تخالف البدن الذي هي فيه اما باللون أو التورم، و هي الخال.
[22] . كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص 653،حدیث17.
[23] . المحاسن، ج1، ص 251،حدیث266؛الطبرسی،إعلام الورى بأعلام الهدى، ص 465(الفصل الرابع في ذكر صفة القائم و حليته)
[24] .سید عبد الرزاق الموسوی المقرم،مقتل الحسین علیه السلام أو حدیث کربلا،ص265؛زمانی،احمد(رجبعلی)، زینب کبری سلام الله علیها،سکاندار کشتی عاشورا،ص99.
[25] . تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان)، ج6، ص113، زیارة الاربعین؛ مصباح المتهجد و سلاح المتعبد،ج2، ص 788،(شرح زیارة الاربعین).
[26] .مقتطفة من الاستفتاءات الصادرة من المرجع الدینی السید علی سیستانی دام ظله العارف.
[27] . عالم وأديب شهير، وشاعر معروف ولدفی مدينة النجف الأشرف سنة 1290 هجريّة، وتُوفّي في القادسيّة ( الديوانية ) سنة 1362.
[28] . إنسان العين: سوادها.
[29] . البَدَد: المتفرّق.
[30] . يريد بـ « جَدّك » الإمام الحسين سيّد الشهداء سلام الله عليه.
[31] . الماضي: السيف.
[32] . الوغى: الحرب.
[33] . النَّكَد: العُسْر.
[34] . القَنا: الرماح.